إنتي الحياة

طيري بجناحك فوق قمّات الجبل طيري فخورة فوق أبراج الأمل
تحدّي الأثير و عانقي روح الحبيب جوّ الطّهارة بتنجلي فيه القبل
بجوّ الطّهارة إمرحي لا تهجعي غنّي الحياةْ و أنشدي نغمةْ طرب
غنّي و قولي هون أصلو مضجعي بين الزّهور و بين أنّات القصب
لا تفكّري إنّك وحيدة و ترجعي نحو البشر تتألّمي بين الّلهب
روحي بجوارك تحتضن أعطافكي خوف النّسائم بمرورا تجرحك
خايف عليكي من القمر إن شافكي من زود قهرو بالمهنّد يدبحك
إدعي عولفك بالشقا لو عافكي يسقط ضحيّة تحترق ع َمدبحك
راهن حياتي من أجل إسعافكي يا من غرامك بالقلب نار اشتعل
تيهي بجمالك و اسْبحي بدنيا الفضا حرّة طليقة من قيود المجتمع
إنسي الوجود وعالمو يللي انقضى سيف الرّذيلة و حالفو روح الطّمع
إنسي الحياةْ الصّاخبة وما قد مضى ذكر المآسي و هولها مصدر هلع
بين الغمائم و السّحب عيش الرّضى مهد التّحابب و الوفا منذ الأزل
ثوري عواصف تقتلع غرس المكر هبّي رياح تجرّد غصون الشّجر
إرمي لهيبك و اشعلي كتلةْ جمر تحرق أفاعي ممثّلة بشخص البشر
لا ترأفي بقلوب قطعة من صخر شوفي الفضيلة مهدّدة بأكبر خطر
لا تهدأي أو تفتري حتّى الفجر يبزغ ضياؤو مرتدي أبهى حلل
شقّي طريقك و اهبطي متل المسيح شعلةْ وئام تنوّر عقول الأمم
يكفي الأمين بشرعها واقع جريح ما لو طبيب يخلّصو من هالألم
مافي دوا إلا دواكي للصّريح يكسر قيودو و يرفعو متل العلم
إنتي الحياةْ الصّاعدة تحيي الذّبيح تحيي النّفوس الغارقة ببحر الكسل
* * *